Off Canvas sidebar is empty

الملك نسعى لتصدير معدات طبية وإرسال أطباء إلى بلدان تكافح الفيروس
عمان - قال جلالة الملك عبدالله الثاني، إن الأردن يسعى إلى تصدير المعدات الطبية والأقنعة، وإرسال الأطباء في "الأسابيع القليلة المقبلة" إلى البلدان التي تكافح فيروس كورونا المستجد بما فيها الولايات المتحدة.

وأوضح الملك في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية، أن فيروس كورونا تحد تواجهه جميع الدول، ويتبين خلاله قدرتها على الإصلاح الاقتصادي.

وأضاف "تصرفنا في وقت مبكر جدا، وساعدنا ذلك في تسوية منحنى الفيروس" و"نعامل كل شخص داخل حدودنا مواطنا كان أم لاجئا بالطريقة نفسها".

وذكر أنه "لا يمكن مواجهة الموجة التالية من المرض إلا بالاتحاد والتعاون بين الدول".

وقال الملك إن "الوضع حاليا تحت السيطرة وضمن قدرات قطاعنا الصحي"، مضيفاً "نبقي مؤسساتنا وشعبنا بحالة مرونة تتيح لنا أن نكون قادرين على مواجهة تحديات لم نكن نتوقعها".

ورأى الملك أن "الفيروس يخترق الحدود، وهو عدو خفي يستهدف الدول المتقدمة والنامية على حد سواء بغض النظر عن اختلاف الأديان والأعراق".

وتاياً نص المقابلة:

مارغريت برينان: من أكثر السكان عرضة للتأثر بانتشار فيروس كورونا، 26 مليون لاجئ حول العالم، فهم في معظم الأحيان يسكنون في مناطق مكتظة وليس لديهم القدرة على الوصول إلا للخدمات والمرافق الصحية الأساسية. انتشار الفيروس بينهم قد يكون كارثيا. يستضيف الأردن أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم. ينضم إلينا الآن ملك الأردن، جلالة الملك عبدالله الثاني. صباح الخير جلالة الملك.

جلالة الملك: صباح الخير مارغريت.

برينان: التباعد الاجتماعي أشبه بالمستحيل بالنسبة للاجئين. كيف تخططون للحد من انتشار الفيروس؟

جلالة الملك: نحن اتخذنا إجراءات في وقت مبكر جدا، وساعدنا ذلك على تسوية المنحنى "تخفيض عدد الإصابات"، والتغلب على سرعة انتشار الفيروس بشكل جيد. قمنا باتخاذ تدابير صارمة، أغلقنا حدودنا واتخذنا إجراءات للغلق وإنشاء مناطق للحجر الصحي والعزل في البلاد بأكملها، ولكننا الآن بصدد التخفيف من هذا الغلق بشكل تدريجي. أما التحدي بالنسبة لموضوع اللاجئين، فهم يشكلون حوالي 20 بالمائة من السكان ومعظمهم خارج المخيمات وهذا تحد، ولكننا نعامل كل الأشخاص داخل حدودنا سواء من الأردنيين أو اللاجئين بالطريقة نفسها. ساعدتنا فحوصات الكشف المكثفة عن الفيروس على معرفة التحديات التي تواجهنا، ولكن، بالتأكيد، بالنسبة لبلد يزداد عدد سكانه بما نسبته 20 بالمائة من اللاجئين، فإن ذلك يشكل تحديا كبيرا في المستقبل.

برينان: إذن، بما أن هناك لاجئين خارج المخيمات، ما هو تصوركم لمدى انتشار الفيروس ضمن مجتمعات اللاجئين؟

جلالة الملك: مرة أخرى، نحن نقوم بفحوصات عشوائية وموجهة في جميع أنحاء البلاد. طبيعة السكن في مخيمات اللاجئين تضع الناس على مقربة من بعضهم البعض، وهذا شيء تداركناه مبكرا. نقوم بالكثير من فحوصات الكشف عن الفيروس. وإجراءات الغلق والحجر الصحي ساعدت الأردن على تسوية منحنى انتشار المرض "تخفيض عدد الإصابات" بشكل سريع نسبيا. عدد الحالات المشخصة لدينا خلال الأسبوع الماضي كان أقل من عشرة أشخاص يوميا، ومعدل تشخيص الحالات لدينا حوالي 15 حالة أسبوعيا تقريبا. لهذا، الوضع لدينا تحت السيطرة وضمن قدرات مؤسساتنا الصحية والطبية. ولكن، مرة أخرى، هناك دوما احتمالية وجود فجوة لم تكشف بعد، وبالتالي، فإن فحوصات الكشف عن الفيروس بشكل موسع هي ما نعتمد عليه للحصول على أرقام صحيحة.

برينان: هذا وباء عالمي، وقد دعت الأمم المتحدة لاستجابة عالمية، ولكن، وبصراحة، أوروبا تعاني في صراعها مع الفيروس كما هي الولايات المتحدة. والرئيس الأمريكي أوقف للتو، أو جمد على الأقل، تمويل منظمة الصحة العالمية. من برأيك قادر على قيادة استجابة عالمية؟

جلالة الملك: أعتقد أن هذا الوباء هو تحد فاجأ الجميع بحجم تداعياته وانتشاره، ولا أحد يمتلك الاستجابة المثالية. فلكل بلد طريقة مختلفة في التعامل معه، ولكل مجتمع خصوصيته ولكل بلد تحدياته. أعتقد أن السؤال الذي تلمحين إليه: أين سنكون بعد أربعة أو حتى ستة أشهر أو عام من الآن؟ هل سندرك أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو عالم جديد؟ هذا المرض أو الفيروس عابر للحدود، إنه عدو خفي يمكنه أن يستهدف البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء ولا يعترف باختلاف الأديان والعقائد والأعراق. إن لم نعمل معا، لن نستطيع التغلب عليه كما ينبغي. أعداء الأمس، أو البلدان التي لم تكن صديقة بالأمس، سواء أعجبنا ذلك أم لا، أضحت شريكة اليوم. وأعتقد أننا، كزعماء وسياسيين، كلما أدركنا ذلك بشكل أسرع، نجحنا بالسيطرة على الأمور بشكل أسرع. نحن لسنا قلقين بسبب فيروس كورونا فحسب، بل نحن نفكر فيما ستجلب لنا الأيام في الأعوام 2021 و2022 و2023. هل سنكون مستعدين للمواجهة التالية؟ هذا ليس ممكنا دون أن نساعد بعضنا البعض.

القاهره -  قال الخبير الأمني المصري اللواء عمرو الزيات، إن العالم سيتغير بعد انقضاء أزمة كورونا، وسيضعف النفوذ الأمريكي في العالم، لتحتل دول أخرى الساحة كالصين وروسيا والهند ومصر. وأضاف الزيات، وهو رئيس أسبق لمحكمة القاهرة العسكرية في تصريحات صحفية: "أعتقد أن كورونا سيتسبب بانسحاب أمريكا من ريادة المنطقة".
وأكد أن الإدارة المصرية تعاملت بإحترافية عالية غير مسبوقة مع أزمة فيروس كورونا، محذرا من الانسياق وراء الشائعات التي تزداد خاصة في أوقات الأزمات.
وأشار إلى أن الشائعات تهدف إلى بث روح الإحباط في محاولة لإحباط الثقة بين الشعب والحكومة، مؤكدا أن وزارة الصحة المصرية تعاملت مع أزمة كورونا بكل شفافية من خلال البيانات الصادرة يوميا.
وذكر أن مصر تتبادل الخبرات من الدول المجاورة عن طريق التنسيق الطبي والتخطيط للمستقبل، بالإضافة إلى أن مصر أصبحت قوة إقليمية في المجتمع الدولي وذات عمق سياسي.
المصدر: RT

ميركل متفائلة بحذر بعد تراجع جدة الإرتفاع في عدوى كورونا في بلادها
برلين - أفادت المستشارة الألمانية أنها لا ترى ضرورة لمزيد من التشديد في القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا، محذرة من توهم عدم وجود خطر. وأكدت على ضرورة تحقيق قدر كبير من الاستقلالية الاستراتيجية في معدات الحماية الطبية.

قالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل اليوم الخميس (التاسع من نيسان/أبريل 2020) إنها لا ترى ضرورة في الوقت الراهن لمزيد من التشديد في القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا. وأضافت ميركل أنها ترى في أحدث أعداد للإصابات بالفيروس"مدعاة للتفاؤل الحذر"، وأن حدة الارتفاع في العدوى قد "تراجعت بشكل طفيف". وقالت المستشارة إن المجلس الوزاري المختص بمتابعة وباء كورونا عقد جلسة اطلع خلالها على مستجدات الوضع.

ودعت ميركل إلى احترام تدابير الحماية المقررة ضد العدوى إلى ما بعد عيد القيامة، وعدم الإهمال، وحذرت من توهم عدم وجود خطر.
ولم تتطرق ميركل إلى الحديث بالتفصيل عن الخطوات اللاحقة وصولاً إلى عطلة الصيف، ولكنها أشارت إلى أن تفكيرها حالياً ينصب على الفترة الحالية. وقالت إنه يجب النظر في كيفية تطور الوضع خلال مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وقالت المستشارة الألمانية"يجب أن نتصرف بشكل حذر تماما، وعندئذ يمكن التحرك بخطوات صغيرة، مع ضرورة متابعة التداعيات على نحو مستمر". وأضافت ميركل أن الهدف سيظل متمثلا في عدم تحميل النظام الصحي بأكثر من
طاقته في أي وقت.

وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان قد ألمح في وقت سابق من اليوم الخميس إلى إمكانية اتخاذ خطوات حذرة للتخفيف من القيود المفروضة على الحياة العامة بسبب أزمة كورونا بعد عيد الفصح. وأضاف شبان أنه لا يمكن أن تعمل قيود واسعة النطاق على الحقوق الأساسية في دولة حرة يسودها القانون، إلا إذا كانت هذه القيود محل فهم وقبول من الناس، مشيراً إلى أنه لهذا السبب فإنه ليس من المهم فقط تبرير هذا الإجراء بشكل جيد بل كذلك يجب إعطاء منظور مستقبلي له.
واشترط شبان على أصحاب المحلات والشركات الحفاظ على سلامة العمال والزبائن من أجل السماح لهم بالعودة إلى العمل. أما فيما يتعلق بالتجمعات الكبيرة مثل إقامة الفعاليات أو إعادة فتح النوادي الليلية، قال شبان إن ذلك "سيستغرق وقتاً طويلاً".

وفي سياق ذي صلة، أكدت المستشارة الألمانية على أهمية زيادة إنتاج معدات الحماية الطبية في بلادها في ظل أزمة كورونا. وقالت ميركل إن 90 في المئة من معدات الحماية الطبية تأتي من آسيا. وأضافت ميركل أن من الضروري تحقيق قدر كبير من الاستقلالية الاستراتيجية، ولفتت إلى ضرورة أن يحدث هذا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
كان وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير صرح في وقت سابق بأن بلاده ستحتاج في غضون شهور إلى عدة مليارات من معدات الحماية الطبية، من الكمامات البسيطة التي يتم استخدامها يومياً، إلى الأقنعة المخصصة للأطقم الطبية، وتوقع الوزير ارتفاع الطلب بشكل مستمر وأن يستمر ذلك لفترة طويلة.

(د ب أ)

ظهور مروحيات وتجهيزات ضخمة للجيش المصري لمواجهة فيروس كورونا (صور)
القاهره - نشرت القوات المسلحة المصرية فيديو لمروحيات مخصصة لمواجهة فيروس كورونا، بعد إعلان الرئيس المصري عن تجيزها لنقل المصابين والحالات الطارئة بأقصى سرعة.
وظهرت إحدى الطائرات العسكرية أثناء تعقيمها وتجهيزها لنقل المصابين، بالإضافة إلى ظهور عدد ضخم من سيارات الإسعاف والعربات المتنقلة المخصصة لنقل المصابين.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد أن الجيش المصري تمكن مؤخرا من بناء 6 مستشفيات جاهزة للافتتاح بسعة 200 سرير لكل مستشفى، في إطار مواجهة فيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك أعلن رئيس هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة المصرية اللواء أركان حرب، وليد حسين أبو المجد، رفع درجة استعداد 45 مستشفى عسكريا.
المصدر:RT

Mögliche Handelsbeschränkungen der EU für Importe aus China (picture-alliance / dpa)

برلين - تبدو العلاقة بين الصين وجائحة كورونا كحكاية، بدايتها الإعجاب ونهايتها الارتياب بسبب تفاوت يكاد لا يصدق، بين البيانات الصينية وتلك المعلنة في أوروبا وأمريكا، كما توضح مجموعة مؤشرات أثارت فضول واستغراب المراقبين بألمانيا.

يكشف "النموذج الصيني" في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد، آلية دعاية واضحة للحزب الشيوعي الحاكم، الذي يسعى لرسم صورة قوة عالمية صاعدة، تعتمد النجاعة والفعالية وآخر صيحات التكنولوجيا في مواجهة الفيروس القاتل. وهكذا دشنت الصين حملة علاقات عامة غير مسبوقة، أظهرت فيها سخاء كبيرا بتقديم مساعدات إلى دول تواجه مشكلة التصدي للفيروس المستجد.

وقد وقف العالم منبهرا أمام سرعة بناء المستشفيات العملاقة، والقدرة على فرض الحجر الصحي على مدن يقطنها عشرات الملايين، إضافة إلى نشر الانطباع بأن الصينيين، في طور، بل وعلى وشك القضاء على الفيروس. ولكن، أليست الحكمة الصينية هي من تقول: إذا نظرت إلى الشيء مرة أولى تبين لك جماله، وإذا نظرت إليه مرة ثانية ظهرت لك حقيقته. صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار، كانت من بين أولى وسائل الإعلام الألمانية التي عبرت عن ذهولها من "أرقام كورونا" الصينية، وكتبت بلغة ساخرة في افتتاحيتها يوم (12 مارس / آذار 2020) معلقة: "تشمل أعظم إنجازات (الحضارة الصينية) صناعة الخزف والورق والخداع". وإذا ما تأكد "الخداع" الصيني فإنه سيكون كسيف دون حدين، قد ينسف مصداقية بكين على المدى البعيد.


موقع "فيلت" الألماني نقل، على غرار معظم المنابر الإعلامية، الانتقادات الغربية الواسعة ضد الحكومة الصينية التي سعت في بداية ظهور الوباء إلى التستر على الوقائع وطمسها. واستشهد الموقع بوفاة الطبيب لي وين ليانغ الذي حذر مبكراً من تفشي الفيروس المستجد، لكن السلطات أُجبرته على التوقف عن نشر "الشائعات". وانتقد الموقع الرقابة المفروضة على المنشورات والتقارير النقدية  في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. ما يُلقي ظلالا من الشك بشأن مصداقية الأرقام والبيانات الرسمية التي تعلن عنها الحكومة الصينية، في غياب مصادر مستقلة يمكن أن تؤكدها أو تنفيها. وبهذا الشأن كتب شتيفان كورنيليوس، رئيس قسم السياسة الخارجية بصحيفة "زودويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ يوم (العاشر من مارس / آذار 2020): "في الصين، شلّ النظام الاستبدادي النزاهة والشفافية في لحظة زمنية حاسمة، لحظة اندلاع الوباء. وقد وصل الخوف من تحمل المسؤولية ذروته قبل أن تستعيد الحكومة المركزية زمام المبادرة وتفرض قبضتها".

في الرابع عشر من مارس / آذار، نبه موقع "فينانسفيلتماركت" الاقتصادي الألماني، إلى ما أسماه بتلاعب السلطات الصينية بعدد وفيات فيروس كورونا، بوقاحة ودون حرج أمام التناقضات. فقد خفضت بكين عدد وفيات الفيروس ليوم الثالث عشر من نفس الشهر إلى النصف، أي من 216 إلى 108 فقط، بدعوى أنه تم احتساب عدد الموتى مرتين. الموقع أكد أن السبب الحقيقي يعود لرغبة بكين في الحفاظ على نسبة وفيات لا تتجاوز 2.1 بالمائة، وبالتالي مواصلة إرسال إشارات الاطمئنان للداخل والخارج والإيحاء بأن السلطات تواصل سيطرتها على الفيروس. أن يكون موقع اقتصادي ألماني انتبه لهذا التلاعب ليس من باب الصدفة. فالصحافة الاقتصادية كما أوساط رجال الأعمال ألفت تناقضات الإحصائيات الرسمية لبكين سواء تعلق الأمر بالبطالة أو بمستوى العيش أو بالانبعاثات الغازية أو غيرها.

رغم أن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ حذر كوادر الحزب الشيوعي الحاكم، من التستر على عدد الإصابات الحقيقي بفيروس كورونا لمجرد الحفاظ على معدل عند مستوى الصفر. إلا أن العديد من المراقبين الألمان يعتقدون أن ذلك بالضبط هو ما يحدث حاليًا، خصوصا بعد إعلان الرئيس شي جين بينغ رسميا الانتصار على الفيروس وأمر بالعودة إلى النمو الاقتصادي. وحتى كتابة هذا المقال وصل عدد المصابين في إيطاليا إلى 120 ألف شخص وفي إسبانيا إلى 117 ألف، مقابل 82 ألفا في الصين وفي 250 ألفا في الولايات المتحدة. فهل يُعقل هذا التفاوت في الأرقام، بين هذه البلدان والبلد الذي يُعتقد أنه معقل المرض الأصلي بعدد سكان يراوح مليار وثلاثمائة مليون نسمة؟

مجموعة من الأطباء الإيطاليين رسموا مسار وصول الفيروس إلى إيطاليا حيث تم رصد أول مريض في لومبارديا في العشرين من فبراير / شباط واستنتجوا أن الفيروس وصل لإيطاليا على الأقل في الأول من يناير/ كانون الأول، قبل أن ينتشر بسرعة وصمت في كل أنحاء البلاد. وهو نفس التاريخ الذي أخبرت فيه الصين منظمة الصحة العالمية بتسجيل عشر إصابات في ووهان، مؤكدة أن الفيروس لا ينتقل بين البشر، قبل أن تفرض الحجر الصحي على المدينة في 22 من نفس الشهر. تعتيم الصين كلف إيطاليا، كما العالم ثمنا باهضا من حيث هدر الوقت والتأخر في التصدي للجائحة.

صورة، أحرجت الصين، وتناقلتها وسائل الإعلام الدولية لطوابير في ووهان من مئات الصينيين في انتظار استلامهم لصناديق رماد ذويهم الذين فقدوا حياتهم بسبب فيروس كورونا المستجد. وأحصى شهود في الصور المتناقلة، ما لا يقل عن 6500 صندوق، فيما تدعي سلطات بكين أن عدد الوفيات لا يتعدى 2500 شخص في ووهان. فأين هي الحقيقة؟ موقع فيلت الألماني كشف يوم (30 مارس / آذار) أن إحدى شركات حرق جثامين الموتى سلمت، في يوم واحد ما لا يقل عن 5000 صندوق رماد لأسر الموتى. لكن الصحيفة أضافت، من باب الدقة في نقل المعلومة، أن ووهان كانت تحت الحجر الصحي لمدة شهرين، وأن الأمر يشمل بالضرورة كل الجثامين وليس فقط ضحايا كورونا. غير أن هذا لا يزيل الغموض وظلال الشك تحوم حول الإحصائيات الرسمية الصينية.


في تقرير لشبكة "أ.ر.دي" الألمانية نشر يوم (الثلاثاء 31 مارس / آذار 2020)، تم تسليط الضوء على جانب آخر من سياسة التعتيم التي يمارسها الحزب الشيوعي ويتعلق الأمر بدور الجيش الصيني في أزمة كورونا، حيث اضطلع بمهام تنظيمية ولوجستية واسعة في محاربة الفيروس. جيش تقدمه الدعاية الرسمية كقوة لا تقهر. ونقل التقرير عن رويترز ما دار في مؤتمر صحافي بداية شهر مارس / آذار سُئل فيه تشين جينغ يوان، متحدث باسم الجيش عن عدد الجنود الصينيين الذين أصيبوا بالفيروس؟ غير أنه راوغ ولم يجب على السؤال. واستندت الشبكة الألمانية على تقييم آدم ني، مدير مركز السياسات الصينية (منظمة غير حكومية في أستراليا)، الذي عبر عن شكوكه في مصداقية الأرقام التي تنشرها القيادة الصينية. وأضاف أن "الجيش الصيني يضم مليوني شخص. ويدير مركزًا لوجستيًا كبيرًا في مدينة ووهان، المعقل الأول لفيروس كورونا." وبالتالي يرى الخبير أنه من غير المرجح أن يكون الجيش الصيني قد تفادى تماما هذا الوباء. صحيفة "بيلد" الألمانية ذكّرت بعقيدة الجنرال الصيني الأسطوري صن تزو (500 قبل الميلاد) التي تقوم على ترويض الحقيقة وطمسها إن اقتضى الأمر لضمان الانتصار في الحروب. وجاءت جائحة كورونا لتذكرنا بهذه الحقيقة المرة، "فبلد الابتسامات يكذب أمام أعيننا بمزيد من الابتسامات دون كلل أو ملل"

    بدأ مستشفى ميداني جديد في الصين باستقبال مرضى فيروس كورونا القاتل في ووهان الصينية، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت عن تشييد المستشفى في فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام.

في العاشر من مارس / آذار، كتب غيورغ فاهريون مراسل صحيفة "دير شبيغل" الألمانية في بكين، محذرا من أن الصينيين بصدد محاولة إعادة كتابة التاريخ وفرض رواية بديلة لقصة نشأة فيروس كورونا المستجد، إنهم يرسمون صورة نظام شيوعي يحمي الصحة العامة في الداخل ويواجه كمصدر للخطر.

وذكر فاهريون أن عالم الأوبئة الصيني البارز تشونغ نانشان أكد أنه حتى لو حدثت العدوى الأولى في الصين، فمن المحتمل تمامًا أن أصل الفيروس من الخارج. بعدها بأسبوع ذهبت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينغوا" في نفس الاتجاه وكتبت أنه من "العبث" اعتبار الصين مصدرا "مزعوما" للفيروس. وترى "دير شبيغل" أن محاولة التسويق لرواية جديدة ليس زلة لسان، بل تعتمد منهجا يجمع بين زرع الشك والخوف وأساليب الدعاية علاوة على التلاعب برغبة الانسان الفطرية في دفن الحقائق المزعجة ونسيانها إن اقتضى الأمر.

حسن زنيند دي دبليو